تعزيز جاذبية المدرسة- نوادٍ إعلامية للجيل الرقمي وقيم وطنية
المؤلف: أحمد الجميعة09.13.2025

تضع وزارة التعليم نصب أعينها رؤية طموحة، قوامها جعل المدرسة حجر الزاوية في المسيرة التعليمية للطالب، تلك البيئة التي يُعقد عليها الرجاء في تحقيق تحصيل علمي أرفع، ومحور الارتكاز التربوي فكراً وسلوكاً وقيمًا. المدرسة، في هذا التصور، هي نقطة الانطلاق نحو آفاق الحياة ومستقبلها الزاهر، هي الحاضنة الدافئة للمواهب المتنوعة، والمورد العذب لتكوين العلاقات الاجتماعية الوطيدة، والساحة التي يُختبر فيها المرء وتُصقل شخصيته ليواجه المواقف المختلفة، ويكتسب الخبرات والتجارب الثرية.
انطلاقًا من هذه التوجهات السامية، تعتزم وزارة التعليم الموقرة زيادة ميزانيات المدارس، مع تحويل جزء من المخصصات المالية التي كانت مرصودة للمكاتب والإدارات التعليمية التي تم دمجها مؤخرًا، وذلك بهدف تعزيز الأثر التعليمي والتربوي، من خلال زيادة الإنفاق على الأنشطة والفعاليات الجاذبة التي تُضفي على البيئة المدرسية رونقًا خاصًا، وتُعيد إليها بريقها الذي بهت، خاصة بعد أن فقدت الكثير من عناصر الجذب، ولعل ظاهرة الغياب الجماعي للطلاب خير شاهد على ذلك.
إننا نؤمن إيمانًا راسخًا بسلامة توجهات وزارة التعليم نحو الاهتمام بالبيئة المدرسية، وإدراك أهميتها في هذه المرحلة الحساسة، إلا أن تحقيق ذلك يتطلب توفير مقومات أساسية، مثل السلامة والأمان، وتوفير الأثاث المدرسي المريح، والمحافظة على النظافة، وتوفير التكييف المناسب، وإنشاء الملاعب المجهزة، وتوفير المكاتب الملائمة، وتنظيم الأنشطة المتنوعة وغيرها. الهدف الأسمى هو تضييق الفجوة الشاسعة بين البيئات التعليمية المختلفة، ويتطلب ذلك أيضًا التطوير المستمر للمعلم، وتقييم أدائه باستمرار، والاعتماد على نتائج التقييم في تقارير الأداء، خاصة مع الدور المحوري الذي تقوم به هيئة تقويم التعليم والتدريب في هذا الوقت بالتنسيق مع وزارة التعليم.
إن توفير هذه المتطلبات له دور بالغ الأهمية في تحقيق الجاذبية للبيئة المدرسية، ولكن هناك أيضًا الأفكار التطويرية للأنشطة والفعاليات التي تُقام داخل أسوار المدرسة، والتي لا تقل أهمية عن غيرها من المتطلبات الأخرى التي تحقق الهدف الاستراتيجي من هذه التوجهات، وهو أن يأتي الطالب إلى المدرسة وهو تواق للحضور والمشاركة والتفاعل مع زملائه ومعلميه.
إحدى هذه الأفكار الخلاقة هي تأسيس نادٍ إعلامي في كل مدرسة، حيث أثبتت الدراسات والتجارب العملية أن طلاب المدارس اليوم يمثلون في غالبيتهم جيل (ألفا) الذي ترعرع في كنف الإنترنت، وهو أول جيل رقمي نشأ في بيئة تهيمن عليها الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية. هذا الجيل يتمتع بقدرة فائقة على استخدام الألعاب كوسيلة للتعبير عن أنفسهم وتعزيز إبداعهم بشكل أكبر، كما أن لديهم رغبة جامحة في التواصل والمشاركة كوسيلة للتعلّم واكتساب المهارات الجديدة، إضافة إلى أن هذا الجيل الرقمي يختلف تمامًا في أولوياته واهتماماته، ونظرته إلى العالم من حوله، وإلى الحياة والمستقبل.
إن وجود نادٍ إعلامي في المدرسة لا يتعارض مع التوجهات الحالية لوزارة التعليم بتخصيص أيقونات للألعاب والترفيه ضمن «منصة مدرستي»، بل إن فكرة هذا النادي تنبع من محاكاة التجربة التي يعيشها الطالب في منزله أثناء تعامله مع المواقع والتطبيقات وشبكات التواصل الاجتماعي، حيث يمارس نشاطه الاتصالي، ويصنع المحتوى بنفسه، ويشارك فيه بفاعلية، والأهم من ذلك هو توفير التوعية والتثقيف داخل النادي حول كيفية التعامل الآمن مع المنصات الرقمية، وتعزيز القيم الوطنية والتربوية النبيلة من خلال هذه الممارسات، والكشف عن سلبيات هذه المنصات والتحذير من مخاطرها، خاصة مع التطورات المتسارعة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وظاهرة التزييف العميق في المحتوى المنشور، والحد من شغف هذا الجيل بالشهرة الزائفة، والبحث عن الإثارة بأي ثمن.
تخيل أن يتم تخصيص فصل دراسي في المدرسة ليتحول إلى نادٍ إعلامي نابض بالحياة، يزخر بشاشة عرض كبيرة، وأجهزة ذكية متطورة، يحضر إليه الطلاب بشغف، ويقدمون محتوى هادفًا في المنصات المختلفة، ويتلقون التوعية والتثقيف والتوجيه من معلميهم الأفاضل، مما يزيد من ثقتهم بأنفسهم، وينمي قدراتهم على التعامل الإيجابي مع المحتوى السلبي، ويعزز واجبهم في الدفاع عن وطنهم الغالي والاعتزاز بالانتماء إليه.
تخيل كل ذلك في مشاركة جماعية تواصلية بين الطلاب في المدرسة، يقف معهم معلموهم جنبًا إلى جنب؛ لتكون النتائج الأولية هي ظهور جيل رقمي محصّن بالقيم الأصيلة، قادر على التعبير عن هويته الوطنية بكل فخر واعتزاز، ومدرك منذ نعومة أظفاره لكيفية التعامل السليم مع منصات التواصل الرقمي، والأهم من ذلك أن تصبح المدرسة بيئة جاذبة لممارسة الأنشطة التي يحبها، ليجد نفسه شغوفًا بما سيقدمه من إمكانات وقدرات تنافسية مع زملائه في هذا النادي المتميز.
انطلاقًا من هذه التوجهات السامية، تعتزم وزارة التعليم الموقرة زيادة ميزانيات المدارس، مع تحويل جزء من المخصصات المالية التي كانت مرصودة للمكاتب والإدارات التعليمية التي تم دمجها مؤخرًا، وذلك بهدف تعزيز الأثر التعليمي والتربوي، من خلال زيادة الإنفاق على الأنشطة والفعاليات الجاذبة التي تُضفي على البيئة المدرسية رونقًا خاصًا، وتُعيد إليها بريقها الذي بهت، خاصة بعد أن فقدت الكثير من عناصر الجذب، ولعل ظاهرة الغياب الجماعي للطلاب خير شاهد على ذلك.
إننا نؤمن إيمانًا راسخًا بسلامة توجهات وزارة التعليم نحو الاهتمام بالبيئة المدرسية، وإدراك أهميتها في هذه المرحلة الحساسة، إلا أن تحقيق ذلك يتطلب توفير مقومات أساسية، مثل السلامة والأمان، وتوفير الأثاث المدرسي المريح، والمحافظة على النظافة، وتوفير التكييف المناسب، وإنشاء الملاعب المجهزة، وتوفير المكاتب الملائمة، وتنظيم الأنشطة المتنوعة وغيرها. الهدف الأسمى هو تضييق الفجوة الشاسعة بين البيئات التعليمية المختلفة، ويتطلب ذلك أيضًا التطوير المستمر للمعلم، وتقييم أدائه باستمرار، والاعتماد على نتائج التقييم في تقارير الأداء، خاصة مع الدور المحوري الذي تقوم به هيئة تقويم التعليم والتدريب في هذا الوقت بالتنسيق مع وزارة التعليم.
إن توفير هذه المتطلبات له دور بالغ الأهمية في تحقيق الجاذبية للبيئة المدرسية، ولكن هناك أيضًا الأفكار التطويرية للأنشطة والفعاليات التي تُقام داخل أسوار المدرسة، والتي لا تقل أهمية عن غيرها من المتطلبات الأخرى التي تحقق الهدف الاستراتيجي من هذه التوجهات، وهو أن يأتي الطالب إلى المدرسة وهو تواق للحضور والمشاركة والتفاعل مع زملائه ومعلميه.
إحدى هذه الأفكار الخلاقة هي تأسيس نادٍ إعلامي في كل مدرسة، حيث أثبتت الدراسات والتجارب العملية أن طلاب المدارس اليوم يمثلون في غالبيتهم جيل (ألفا) الذي ترعرع في كنف الإنترنت، وهو أول جيل رقمي نشأ في بيئة تهيمن عليها الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية. هذا الجيل يتمتع بقدرة فائقة على استخدام الألعاب كوسيلة للتعبير عن أنفسهم وتعزيز إبداعهم بشكل أكبر، كما أن لديهم رغبة جامحة في التواصل والمشاركة كوسيلة للتعلّم واكتساب المهارات الجديدة، إضافة إلى أن هذا الجيل الرقمي يختلف تمامًا في أولوياته واهتماماته، ونظرته إلى العالم من حوله، وإلى الحياة والمستقبل.
إن وجود نادٍ إعلامي في المدرسة لا يتعارض مع التوجهات الحالية لوزارة التعليم بتخصيص أيقونات للألعاب والترفيه ضمن «منصة مدرستي»، بل إن فكرة هذا النادي تنبع من محاكاة التجربة التي يعيشها الطالب في منزله أثناء تعامله مع المواقع والتطبيقات وشبكات التواصل الاجتماعي، حيث يمارس نشاطه الاتصالي، ويصنع المحتوى بنفسه، ويشارك فيه بفاعلية، والأهم من ذلك هو توفير التوعية والتثقيف داخل النادي حول كيفية التعامل الآمن مع المنصات الرقمية، وتعزيز القيم الوطنية والتربوية النبيلة من خلال هذه الممارسات، والكشف عن سلبيات هذه المنصات والتحذير من مخاطرها، خاصة مع التطورات المتسارعة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وظاهرة التزييف العميق في المحتوى المنشور، والحد من شغف هذا الجيل بالشهرة الزائفة، والبحث عن الإثارة بأي ثمن.
تخيل أن يتم تخصيص فصل دراسي في المدرسة ليتحول إلى نادٍ إعلامي نابض بالحياة، يزخر بشاشة عرض كبيرة، وأجهزة ذكية متطورة، يحضر إليه الطلاب بشغف، ويقدمون محتوى هادفًا في المنصات المختلفة، ويتلقون التوعية والتثقيف والتوجيه من معلميهم الأفاضل، مما يزيد من ثقتهم بأنفسهم، وينمي قدراتهم على التعامل الإيجابي مع المحتوى السلبي، ويعزز واجبهم في الدفاع عن وطنهم الغالي والاعتزاز بالانتماء إليه.
تخيل كل ذلك في مشاركة جماعية تواصلية بين الطلاب في المدرسة، يقف معهم معلموهم جنبًا إلى جنب؛ لتكون النتائج الأولية هي ظهور جيل رقمي محصّن بالقيم الأصيلة، قادر على التعبير عن هويته الوطنية بكل فخر واعتزاز، ومدرك منذ نعومة أظفاره لكيفية التعامل السليم مع منصات التواصل الرقمي، والأهم من ذلك أن تصبح المدرسة بيئة جاذبة لممارسة الأنشطة التي يحبها، ليجد نفسه شغوفًا بما سيقدمه من إمكانات وقدرات تنافسية مع زملائه في هذا النادي المتميز.